مستقبل التغيرات المناخية
اصبح من الصعب التنبؤ بتفاصيل التغيرات المناخية التي ستحدث في المستقبل ، وما يظهر حاليا يتمثل في اتجاهات تتضح من خلال الدراسات والبحوث المبنية على حصيلة المعلومات المستقاة من مصادر متعددة . ومن الامور المسلم بها حاليا زيادة نسبة ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي تلك الزيادة التي بدأت مع بداية الثورة الصناعية ، عندما بدأ الانسان في استخدام الوقود الاحفوري العضوي (الفحم والبترول والغاز الطبيعي) كمصدر للطاقة على نطاق واسع .
وفي الوقت الحاضر يستهلك العالم من الوقود العضوي ما يبلغ معدله 5.000 مليون طن متري في العام ، ومن المحتمل ان يتضاعف هذا المعدل في المستقبل . ولقد قدر ما يضاف الى الغلاف الجوي من ثاني اوكسيد الكربون نتيجة لحرق الوقود بنحو ثلاثة آلاف مليون طن متري كل سنة ، ويحوي الغلاف الجوي اصلا 725.000 مليون طن متري كربون . هذا فضلا عن ان الغازات الاخرى مثل الميثان واكاسيد النتروجين وغاز كلوروفلوروكربون ربما تزداد ايضا عن معدلاتها الحالية في المستقبل بسبب زيادة الانشطة البشرية .
وقد سبق وان ذكرنا ان هذه الغازات جميعا تعمل بما اوتيت من خواص الدفايات على رفع درجة الحرارة بجو الارض ، وانه اذا ما تضاعفت نسبها في خلال الستين سنة القادمة فان حرارة جو الارض سوف رتفع بما يتراوح بين 1.5 -4.5° مئوية . واذا حدث وارتفعت الحرارة بما يقرب من هذا القدر ، فان الحياة تصبح شبه مستحيلة في المناطق المدارية . وسيزداد الامر سوءا اذا ما ازدادت الطاقة الاشعاعية الصافية الى الارض بما يتراوح بين 3-4 بالمائة .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire